العنف الأسري وعلاقته بالوسواس القهري لدى طلبة المرحلة الثانوية العامة في مدينة حمص اسم الباحث: خديجه حسن حجازي اسم المشرف: الدكتور عمار الناعمة العنوان: العنف الأسري وعلاقته بالوسواس القهري لدى طلبة المرحلة الثانوية العامة في مدينة حمص العنوان باللغة الإنكليزية: Domestic Violence and its Relationship with Obsessive Compulsive Disorder Among High School Students in Homs العام:2024 القسم:الإرشاد النفسي الملخص: مقدمة البحث: تعتبر الأسرة العامل الأول والأكثر تأثيراً في بناء شخصية الإنسان، ووضع أسسها وتحديد مدى التوافق فيها، حيث تسهم في تكوين شخصية الفرد من خلال التنشئة الاجتماعية والتربوية والنفسية التي تقع على عاتقها وحدها في المراحل الأولى من حياته، ولكن ليس بالضرورة أن يكون للأسرة دورٌ إيجابيٌ في حياة الفرد، فقد تفشل أحياناً في القيام بدورها اللازم، ويُعتبر العنف الأسري أحد أشكال هذا الفشل فيؤثر في الصحة النفسية للأبناء ويعيق توافقهم النفسي بأبعاده الشخصية والاجتماعية، كما ينعكس سلباً على جميع أفراد الأسرة وبالتالي على المجتمع ككل، ولذلك من الممكن أن يكون له دورٌ بارزٌ في تشكيل اضطرابات الصحة النفسية التي تشتمل على اضطرابات في التفكير أو الانفعال أو السلوك، فتعيق هذه الاضطرابات الشخص بشكل كبير أو تتداخل مع الحياة اليومية فهي تعد مرضاً أو اضطراباً نفسياً، ولعل من أبرز الاضطرابات النفسية والتي تتعلق بالأمور الحياتية اليومية اضطراب الوسواس القهري. يحتل هذا الاضطراب المرتبة الرابعة بين أكثر الاضطرابات النفسية انتشاراً، حيث أنه شائع على نطاق واسع أكثر نسبياً مما كان يُعتقد، ويبدأ هذا الاضطراب في سن المراهقة أو بداية البلوغ، وبالرغم من أن هذا الاضطراب قد ينمو في مرحلة الطفولة، إلا أن بداية الإصابة به عادةً ما تكون في سن المراهقة، وترجع أهمية هذه المرحلة كونها مرحلة انتقالية، تتسم بالتغيرات السريعة والمتعددة والتأثر الكبير بالمحيط الأسري والاجتماعي، وبما أن الأسرة هي النواة الأولى التي تسهم في تكوين شخصية الطفل، كان لابد أن يكون للعنف الأسري أثره على الفرد في المراحل اللاحقة، وأولى هذه المراحل هي مرحلة المراهقة، حيث يمتد العنف إلى داخل البناء النفسي للمراهق مما يؤدي إلى تشكيل العديد من المشكلات والاضطرابات النفسية كاضطرابات القلق ومن أهمها اضطراب الوسواس القهري. مشكلة البحث: تعتبر الأسرة المصدر الرئيسي الذي يستمد منه الفرد قوته ومكانته الاجتماعية وإحساسه بالأمن والراحة النفسية والإشباع العاطفي الذي يساهم في استقرار شخصيته، بدءاً من الطفولة مروراً بالمراهقة التي تُعتبر الأساس لمرحلة الرشد، ووظيفة الأسرة في هذه الحالة هي محاولة الابتعاد عن الممارسات السلبية التي تؤثر على شخصية الأبناء وصحتهم النفسية، إلا أن هذه الوظيفة قد تختل في بعض الأحيان، وتتحول الأسرة إلى مصدر إزعاج وتهديد من خلال التعامل القائم على الضرب والشتم والتحقير والإهمال و المتمثل بالعنف الأسري، وهنا يشعر الفرد بعدم الأمن وتحدث كافة الاضطرابات النفسية من خلال التنشئة العنيفة، وهذا ما أكدته العديد من الدراسات التي تناولت العنف الأسري كدراسة سويطي (2012) التي توصلت إلى وجود علاقة عكسية بين الشعور بالأمن وأشكال العنف الأسري. كما ينطوي العنف الأسري على العديد من العواقب والآثار التي تأخذ أشكالاً جسدية وصحية ونفسية ومن أهم هذه العواقب ومن أكثرها خطورة العواقب النفسية التي تؤثر على الصحة النفسية مثل دراسة حسن (2013) التي أظهرت نتائجها وجود فروق دالة إحصائياً بين شباب الجامعة من أبناء الأسر ذوات العنف المرتفع والأسر ذوات العنف الأسري المنخفض في الصحة النفسية في اتجاه ذوات العنف الأسري المنخفض، ومن الدراسات السابقة نستنتج أن العنف الأسري يمكن أن يؤدي إلى حدوث العديد من المشكلات النفسية والاجتماعية مثل عدم التوافق النفسي، والانخفاض في الصحة النفسية، وغيرها من المشكلات والاضطرابات النفسية ومنها اضطراب (الوسواس القهري) الذي يعد من الاضطرابات المزعجة والمعطِلة للإنسان في علاقته مع الآخرين، وتتجلى أهمية دراسة اضطراب الوسواس القهري من كونه مصدراً أساسياً لكل من المخاوف والاكتئاب لدى الفرد، فعند تعرضه لبعض المواقف والأحداث التي قد تسبب له الشعور بالخوف أو القلق وحتى الاكتئاب يعبر عن ذلك بأعراض جسمية، معرفية, سلوكية، ووجدانية (السقا، 2009، 2). وبالرغم من أن العنف الأسري والوسواس القهري يتفاوتان في مفهومهما وشكلهما ومسبباتهما، إلا أنهما يلتقيان مع بعضهما بكونهما مثالاً على الاضطرابات النفسية والسلوكية التي تُلحق الأذى بأهم شرائح المجتمع وبخاصة المراهقين، وتؤثر في تكوين سلوكهم وشخصيتهم, مما يعيق عوامل تكوين الشخصية المتزنة لديهم، ولقد تناول بعض الباحثين العلاقة بين هذين المتغيرين كدراستي فقرا (2013)، والزبون (2014) اللتين هدفتا إلى الكشف عن العلاقة بين العنف الأسري والوسواس القهري، وتوصلتا إلى وجود علاقة إيجابية دالة إحصائياً بين العنف الأسري والوسواس القهري لدى الطلبة. ونظراً لأهمية العينة المختارة في الدراسة الحالية وقلة دراساتها مع المتغيرين معاً (في حدود علم الباحثة)، أصبح من الأهمية تناول مفهوم العنف الأسري، وما يترتب عليه من آثار سلبية على جميع أفراد الأسرة وبالتالي على المجتمع ككل، وكيف سيؤثر ذلك على نشوء الوسواس القهري لدى عينة البحث؟ ومن هنا تتلخص مشكلة البحث بالسؤال التالي: ما طبيعة العلاقة بين العنف الأسري والوسواس القهري لدى طلبة المرحلة الثانوية العامة في مدينة حمص؟ أهمية البحث: – أهمية المتغيرات التي يتناولها البحث وهي: العنف الأسري لما له من خطورة على الفرد والأسرة، والوسواس القهري كونه من الاضطرابات النفسية المعقدة. – ندرة الدراسات التي تناولت المتغيرين معاً في حدود علم الباحثة، حيث أنه من الممكن أن تقدم نتائج هذه الدراسة إضافة علمية. – أهمية دراسة هذه المرحلة العمرية، وهي مرحلة المراهقة، فإذا استطاع المراهق أن يجتازها بدون أزمات، فسينعكس ذلك على استقراره الداخلي، وتوافقه النفسي في المراحل القادمة. – يمكن أن يُستفاد من نتائج هذه الدراسة في إعداد البرامج الإرشادية من حيث العمل على التوعية بمخاطر العنف الأسري، والتخفيف من الوسواس القهري مما سينعكس على الطالب، والأسرة، والمجتمع. أهداف البحث: يهدف البحث إلى تعرّف: – نسبة انتشار العنف الأسري لدى أفراد عينة البحث. – نسبة انتشار الوسواس القهري لدى أفراد عينة البحث. – العلاقة بين درجات أفراد عينة البحث على مقياس العنف الأسري ودرجاتهم على مقياس الوسواس القهري. – الفروق بين متوسطي درجات أفراد عينة البحث على مقياس العنف الأسري تبعاً لمتغير النوع (ذكور/ إناث). – الفروق بين متوسطي درجات أفراد عينة البحث على مقياس الوسواس القهري تبعاً لمتغير النوع (ذكور/إناث). – الفروق بين متوسطات درجات أفراد عينة البحث على مقياس العنف الأسري تبعاً لمتغير المستوى التعليمي للأب (شهادة إعدادية، شهادة ثانوية، شهادة جامعية). – الفروق بين متوسطات درجات لأفرد عينة البحث على مقياس العنف الأسري تبعاً لمتغير المستوى التعليمي للأم (شهادة إعدادية، شهادة ثانوية، شهادة جامعية). – الفروق بين متوسطات درجات أفراد عينة البحث على مقياس الوسواس القهري تبعاً لمتغير المستوى التعليمي للأب (شهادة إعدادية، شهادة ثانوية، شهادة جامعية). – الفروق بين متوسطات درجات أفراد عينة البحث على مقياس الوسواس القهري تبعاً لمتغير المستوى التعليمي للأم (شهادة إعدادية، شهادة ثانوية، شهادة جامعية). أسئلة البحث: ما نسبة انتشار العنف الأسري لدى أفراد عينة البحث؟ ما نسبة انتشار الوسواس القهري لدى أفراد عينة البحث؟ فرضيات البحث: سيتم اختبار الفرضيات عند مستوى دلالة 0,05وفق الآتي: 1- لا توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين درجات أفراد عينة البحث على مقياس العنف الأسري ودرجاتهم على مقياس الوسواس القهري. 2- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات أفراد عينة البحث على مقياس العنف الأسري تبعاً لمتغير النوع (ذكور/ إناث). 3- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات أفراد عينة البحث على مقياس الوسواس القهري تبعاً لمتغير النوع (ذكور/ إناث). 4- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد عينة البحث على مقياس العنف الأسري تبعاً لمتغير المستوى التعليمي للأب (شهادة إعدادية، شهادة ثانوية، شهادة جامعية). 5- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد عينة البحث على مقياس العنف الأسري تبعاً لمتغير المستوى التعليمي للأم (شهادة إعدادية، شهادة ثانوية، شهادة جامعية). 6- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد عينة البحث على مقياس الوسواس القهري تبعاً لمتغير المستوى التعليمي للأب (شهادة إعدادية، شهادة ثانوية، شهادة جامعية). 7- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد عينة البحث على مقياس الوسواس القهري تبعاً لمتغير المستوى التعليمي للأم (شهادة إعدادية، شهادة ثانوية، شهادة جامعية). مصطلحات البحث والتعريفات الإجرائية: 1) العنف الأسري 🙁Domestic Violence) هو كل فعل يصدر عن أحد أفراد الأسرة نحو بعضهم البعض أو نحو الآخرين بهدف إلحاق الاذى والضرر المادي أو المعنوي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وبشكلٍ واضحٍ أو مستتر، مع توافر عناصر القصد، وممارسة القصد لإلحاق الأذى بالمستهدفين من العنف أو بأي من رموزهم أو متعلقاتهم (موسى، 2008، 300). وتعرفه الباحثة إجرائياً بأنه: الدرجة التي يحصل عليها الطالب على مقياس العنف الأسري المستخدم في البحث. 2) الوسواس القهري (Obsessive Disorder Compulsive): تعرفه الجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA, 2013, 235) بأنه اضطراب يتميز بوجود أفعال متكررة ومستمرة أو صور اختُبرت كصور غير مرغوب فيها، كما يتميز بوجود أفعال عقلية أو سلوكيات متكررة يشعر الفرد بأنه مدفوع لأدائها استجابة لهاجس ووفقاً لقواعد صارمة مع محاولات متكررة لتقليل أو وقف تلك الأفعال. وتعرفه الباحثة إجرائياً: بأنه الدرجة التي يحصل عليها الطالب على مقياس الوسواس القهري المستخدم في البحث. حدود البحث: – حدود مكانية: تم تطبيق أدوات البحث في المدارس الثانوية العامة في مدينة حمص. – حدود زمانية: تم تطبيق أدوات البحث خلال العام الدراسي 2023 / 2024 في الفترة ما بين 20/9/2023 إلى 5/10/2023. – حدود بشرية: تم تطبيق البحث على طلبة المرحلة الثانوية العامة. – حدود موضوعية: تشمل دراسة العلاقة بين العنف الأسري والوسواس القهري لدى أفراد عينة البحث. منهج البحث: تم الاعتماد على المنهج الوصفي الذي يهدف إلى وصف ظواهر أو أحداث معينة كما هي في الواقع. عينة البحث: بلغت عينة البحث (650) منهم (7392) طالباً و (10994) طالبة، تتراوح أعمارهم بين (16) و(18) سنة، تم اختيارهم من خلال العينة العشوائية العنقودية. أدوات البحث: استخدمت الباحثة مقياس العنف الأسري من إعداد (فقرا، 2013)، ومقياس الوسواس القهري من إعداد (عبد الخالق، 2002). نتائج البحث: وجود نسبة انتشار متوسطة من العنف الأسري، والوسواس القهري لدى أفراد عينة البحث. وجود علاقة بين العنف الأسري والوسواس القهري بين درجات أفراد عينة البحث على مقياس العنف الأسري ودرجاتهم على مقياس الوسواس القهري. وجود فروق في العنف الأسري لصالح الإناث تبعاً لمتغير النوع. وجود فروق في الوسواس القهري لصالح الإناث تبعاً لمتغير النوع. عدم وجود فروق في العنف الأسري تبعاً للمستوى التعليمي للأب. عدم وجود فروق في العنف الأسري تبعاً للمستوى التعليمي للأم. عدم وجود فروق في الوسواس القهري تبعاً للمستوى التعليمي للأب. عدم وجود فروق في الوسواس القهري تبعاً للمستوى التعليمي للأم. الكلمات المفتاحية:العنف الأسري – الوسواس القهري – طلبة المرحلة الثانوية – الأسرة – العنف. تحميل البحث