شريط الأخبار

“النشاط البحري في الغرب العربي الإسلامي” منذ سنة (138ه/756م) وحتى (422هـ /1031م)

اسم الباحث:

علي موسى طالب

اسم المشرف:

أ. د. بســــام الـعلــوش

العنوان:

“النشاط البحري في الغرب العربي الإسلامي”

منذ سنة (138ه/756م) وحتى (422هـ /1031م)

العنوان باللغة الإنكليزية:

العام:2024

القسم: التاريخ

الملخص:

تهدف الدراسة إلى التركيز على النشاط البحري العسكري والتجاري في بلاد الغرب الإسلامي وبيان مبلغ أثره في نتائج الحدث التاريخي خلال مرحلة العصور الوسطى (القرن الثاني وحتى القرن الخامس الهجري/الثامن وحتى الحادي عشر الميلادي)، وتتجلى أهمية الدراسة كونها شاملة وعامة لكل الدول التي قامت خلال تلك العصور في بلاد الغرب الإسلامي، ولم تختص بدراسة دولة معينة بمعزل عن الأخرى، وتم التطرق إلى النشاط البحري التجاري لتلك الدول، وبالتالي جاء البحث مهتماً بالتفسير الاقتصادي للتاريخ العربي الإسلامي في بلاد الغرب الإسلامي في أحد جوانبه، إذ يوضح المسؤوليات التاريخية، ويبرز قيمة الحوادث التاريخية الإسلامية، ويوثق الحكم على نتيجة تلك الأحداث، ويهيئ سبل الوصول إلى الحقيقة فيها.

  • وفي سبيل تحقيق الهدف من الدراسة استُخدِم أكثر من منهج أهمها: المنهج الوصفي لتقديم نظرة شاملة على بداية تشكل الأسطول العربي الإسلامي ودور صناعته والمواد اللازمة لصناعته في بلاد الغرب الإسلامي وأهم السفن المستخدمة في الأساطيل العربية الإسلامية، وتم استخدام المنهج الوصفي لتقديم نظرة شاملة على بداية تشكل الأسطول العربي الإسلامي ودور صناعته والمواد اللازمة لصناعته في بلاد الغرب الإسلامي وأهم السفن المستخدمة في الأساطيل العربية الإسلامية، واستخدم المنهج الاستقرائي للمصادر العربية الإسلامية التي تعطي معلومات عامة عن الغزوات البحرية أثناء رواية الحدث، وبذلك أمكن استخلاص المعلومات المتعلقة بالمجال البحري، وبيان الوضع الذي حصل فيه نشاط بحري سواء عسكري أو تجاري، والمنهج التحليلي لما تم استخلاصه من مادة تخص الموضوع ضمن الإطار الزمني لمرحلة الدراسة من جهة، وضمن بناء الفقرات التي اشتمل عليها البحث من جهة أخرى، بالإضافة إلى المنهج الاستنتاجي الذي كان له حضوراً من أجل استنتاج المعلومات الخاصة والمتعلقة بهذا المجال، ومدى انعكاسها على سير الأحداث التاريخية.

أما الدراسة من حيث المحتوى فتقسم إلى:

   مقدمة، وسبعة أبواب جاء في المقدمة فكرة عامة عن البحث، وتضمنت الإطار النظري والمنهجي للبحث مع التعريف بأهم المصادر والمراجع.

   الباب الأول: تضمن نظرة عامة شملت البدايات الأولى لتشكل الأسطول العربي الإسلامي، بما فيها اهتمام الحكام العرب المسلمين بدور الصناعة في حوضي البحر المتوسط الشرقي والغربي، والعوامل المساعدة على نشأة وتطور الأسطول من توافر الأخشاب والمعادن والألياف وغيرها من المواد اللازمة، مع التطرق لأهم أنواع السفن المستخدمة في الأسطول العربي الإسلامي.

   الباب الثاني:  خصص للحديث عن النشاط البحري العسكري في بلاد المغرب العربي الإسلامي بين عامي (138-296ه/756-908م) واحتوى على ثلاثة فصول اشتملت على النشاط البحري للدول التي قامت في بلاد مصر والمغرب العربي الإسلامي حيث قامت الدولة الطولونية ثم قيام الدول المنفصلة وما رافقه من خمول في النشاط البحري، حيث سيطرت الدويلات المنفصلة على بلاد المغرب الإسلامي، وعملت على تطوير وسائل الدفاع والحماية من إنشاء الأربطة والمحارس على طول السواحل المغربية، لأن بيزنطة كانت تتحكم في المضائق البحرية في البحر الأبيض المتوسط، وهيمنت على النشاط التجاري بعد أن فرضت نوعاً من الرقابة التجارية على الموانئ العربية الإسلامية، وحالت دون قيام مسلمي شمال إفريقية بأي نشاط بحري عسكري أو تجاري من قواعدهم البحرية في تونس، بسبب وجود أساطيلهم في القواعد التي لم يكن المسلمون سيطروا عليها بعد، والتي هددت المدن والموانئ الإسلامية على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وبقيت مصر وشمال إفريقية عاجزتين بحرياً ما يقرب خمسين عاماً تقريباً، ثم تلاها قيام دولة الأغالبة وما رافقها من الاهتمام بالبحرية في عصرهم، حيث انتهت مرحلة الخمول للنشاط البحري العربي الإسلامي مع استفاقة أو نهضة جديدة قامت بظهور أسرة الأغالبة في تونس التي استقلت عن الخلافة العباسية مع الاعتراف بالتبعية الاسمية لها، ولم يكن خبر من مضى وفات، وطواه الزمان من الأحداث ليتكرر مع عهد هذه الأسرة إذ شهد عالم البحر الأبيض المتوسط الأوسط والغربي نشاطاً بحرياً واسعاً، وانقلب الدور من جديد من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم والغارات البحرية؛ كما ترافق هذا الدور بتراجع أو ضعف في موقف بيزنطة البحري، فكان فتح المسلمين لصقلية وما له من أثر كبير بالنسبة للجانبين الإسلامي والبيزنطي على حدٍ سواء، ثم توغلوا في بلاد أوروبا وأسسوا فيها مستعمرات شبه دائمة أسهمت بدور كبير في عمليات الفتوح والقرصنة التي قام بها العرب المسلمين في الحوض الشرقي والغربي من  البحر الأبيض المتوسط.

   الباب الثالث: خصص للحديث عن النشاط البحري العسكري في بلاد المغرب العربي الإسلامي بين عامي (296-422ه/908-1031م) في ثلاثة فصول اشتملت على النشاط البحري للدولة الإخشيدية التي قامت في بلاد مصر، وأهم علاقاتها. ثم النشاط البحري العسكري للدولة الفاطمية وما قامت به في سبيل تطوير البحرية العربية الإسلامية حيث قامت دولة الفاطميين في بلاد المغرب العربي الإسلامي بعد أن ضعفت دولة الأغالبة فقضوا عليها، ولا يعدو المؤرخ وجه الحقيقة أنهم فاقوا الأغالبة عنايةً بالأساطيل، وفي الاعتماد عليها في تدعيم نفوذهم، وتمكينه في بلاد المغرب العربي الإسلامي وفي جزر البحر المتوسط الغربي، لاسيما أنهم بنوا دوراً للصناعة، وأكثروا من إنشاء الأساطيل، وزودوها بالرجال والعتاد، بالتالي اشتهر الفاطميون في المغرب بنشاطهم البحري، وسيطرت أساطيلهم على مياه الحوض الأوسط للبحر المتوسط. وتعددت علاقاتهم البحرية، وتم إلقاء الضوء على الدولة الزيرية وأعمالها البحرية، إذ خلفت الفاطميين في حكم بلاد المغرب العربي بعد أن انتقلوا إلى مصر، وقاموا بأعمال استدعت التدخل البحري الأندلسي في كثير من الأحيان في غمرة الصراعات التي نشأت بين الدولتين.

   الباب الرابع: وفيه يمكن تكوين صورة عن البحرية العربية الإسلامية في بلاد الأندلس خلال مرحلة الدراسة في ثلاث فصول تحدثت عن التنظيمات البحرية العسكرية الأندلسية التي انطبقت على باقي الأقاليم العربية الإسلامية، حيث كانت على مستوى من القوة والإحكام ضاهت أساطيل المغرب العربي الإسلامي في القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي، واشتملت الفصول على العلاقات الأندلسية مع البيزنطيين الموسومة بالمصادقة والود، إذ كان حكام قرطبة يراسلون أباطرة القسطنطينية الذين كانوا في حرب مع مسلمي الشام ومصر التابعين للعباسيين أعدائهم، واستمرت العلاقات الوثيقة بين أمويي الأندلس وبين الروم البيزنطيين إلى فترة طويلة امتدت للقرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي، معتمدين في علاقاتهما على المصالح المتشابهة والمعارضة المشتركة للكارولنجيين، كما أشارت إلى العلاقات مع الفرنجة الكارولنجيين حيث اتجه أسطول الأندلس في نشاطه ضد الفرنجة الكارولنجيين أكثر من البيزنطيين؛ كونهم حاولوا السيطرة على إيطاليا الخاضعة للفرنجة، وبالوقت نفسه حاولوا عن طريق التحالف أو التراضي أن يضمنوا جانب الروم البيزنطيين الذين جمعتهم مصالح العداء للعباسيين في المشرق، كما اشتملت على التصدي لغارات النورمان البحرية وأثر ذلك على البحرية الأندلسية، وكيف حصل التدخل البحري الأندلسي في بلاد المغرب العربي الإسلامي إذ وجدت قبائل صنهاجة وزناتة، والأدارسة متأرجحي الولاء، والفاطميين فيما بعد.

   الباب الخامس: خصص للحديث عن المراكز والأقطاب البحرية التجارية في بلاد الغرب الإسلامي ضمن ثلاث فصول، بينت المراكز والموانئ في بلاد المغرب العربي الإسلامي والأندلس، وأوضحت المسالك البحرية والطرق التي ساهمت في فاعلية التجارة الدولية في ذاك الوقت، إذ لا يمكن إغفال الدور الذي ساهمت به المراكز في توثيق الروابط والعلاقات الاقتصادية والثقافية، والدليل أن الواقع الاقتصادي المعاش في بلاد المغرب العربي الإسلامي ارتبط بالنشاط البحري الذي عززه وجود المراسي والمدن المغربية والأندلسية  التي أصبحت مصدر نشاط فياض حتى كانت الينبوع الأول للمبادلات مع الدول الأوروبية لاسيما جنوة وبيزا والبندقية، والأندلسية لاسيما قرطبة ومالقة والجزيرة الخضراء وغيرها، وكانت المبادلات تجري طبقاً لنظام منسق لأن العرب المسلمين أول من نظم المبادلات حسب مقتضيات التجارة الدولية وحسنوا أساليبها التي استمدها منهم العالم الأوروبي فيما بعد. وألقي الضوء على الصادرات والواردات البحرية التجارية في بلاد الغرب الإسلامي حيث أوضحت المصادر أن هناك تنوعاً حاصلاً بالمواد المصدرة من هذه البلاد، إضافة إلى المنتجات التي جلبها التجار المغاربة والأندلسيين وصدروها إلى أوروبا.

   الباب السادس: تمحور حول العلاقات والأنشطة البحرية التجارية التي قامت بين دول الغرب الإسلامي بشكل عام، وذلك ضمن ثلاث فصول خصصت للحديث عن بلاد مصر العربية الإسلامية خلال عصر الطولونيين والإخشيديين، ثم بينت علاقات بلاد المغرب العربي الإسلامي خلال مرحلة الدويلات والمنفصلة مروراً بالأغالبة وانتهاءً بالفاطميين، وخلال ذلك تبين ارتباط التاريخ الاقتصادي للمغرب العربي الإسلامي بالظروف السياسية التي ألمت بالكيانات السلطوية السائدة في عصر العالم الوسيط، والتي أفضت إلى عدم الاستقرار في أنماطه الإنتاجية ضمن الفترة الوسيطة بشكل عام، على أن ذلك لم يشكل عائقاً في نشاط العلاقات التجارية لاسيما مع بلاد الأندلس التي بقيت رغم بعد المسافة بينها وبين باقي دول المتوسط على صلة وثيقة معها، وبقيت جزءاً حقيقياً من عقلية مسلمي البحر الأبيض المتوسط، ومخرت مراكب التجار وحمولاتها البحر المتوسط بين الشرق والغرب، ونافست تجارة الأندلس – خلال المرحلة موضوع الدراسة أي فترة القرن الثالث والرابع والخامس للهجرة/التاسع والعاشر والحادي عشر الميلاديين- اقتصاديات العصر الوسيط، وبقيت منطقة عبور ومستودع تجاري امتدت خلاله الاتصالات التجارية عبر التخوم بين العالم العربي الإسلامي والغرب اللاتيني.

الباب السابع: أهم أبواب الرسالة إذ خصص للحديث عن أثر النشاط البحري في السلوك والذهنية المتبعة لدى أهل المغرب العربي الإسلامي والأندلس، وذلك ضمن ثلاثة فصول تحدثت عن نشاط القرصنة العربية الإسلامية في بلاد المغرب العربي والأندلس، لأن الكشف عن النشاط غير الرسمي أو المنظم (القرصنة) يساهم بدور كبير في سد الثغرات والفجوات التي أهملتها المصادر العربية الإسلامية، ويساعد في الكشف عن طبيعة الذهنية العربية الإسلامية في ذاك الوقت.  واحتوى الفصل الثاني أثر ذاك النشاط في السلوك والذهنية لدى أهل المغرب العربي الإسلامي من خلال ثلاث نواحي وهي الثقافية والاقتصادية والدينية، والفصل الثالث خصص لأثر النشاط البحري بالنسبة لأهل الأندلس في نواحي ثلاث تحاكي نواحي بلاد المغرب العربي الإسلامي، لأن الحضارة تعني في نظر الإنسان المستوى الفكري والاجتماعي والاقتصادي والسياسي والروحي لمجتمع معين أو دولة ، والنشاط البحري كونه جزءاً لا يتجزأ من معطيات الحضارة كان له أثره على الدول من الناحية الحضارية، وتبين أن النزاع بين الفاطميين في المغرب العربي الإسلامي والأمويين في الأندلس ما هو إلى صراع الذهنيات التي اعتنقت مذاهب مختلفة (الشيعي والسني)، تلك الذهنيات التي كانت سائدة في ذاك الوقت في المجتمع المغربي الإسلامي وأدارته، ورفضت تقبل المذاهب الأخرى المخالفة في المبادئ والأصول.

خاتمة: تضمنت خلاصة البحث، والنتائج التي توصل إليها، وأهمها:

  • ثمة مجالات أوسع للبحث والدراسة عن الأسطول العربي في العصور الإسلامية التالية لمرحلة الدراسة، ومجالات لتكملة البحث بتفصيل نشاط الأسطول العربي الإسلامي في زمن الأيوبيين والمماليك والعثمانيين، مع التطرق لنشاطها البحري التجاري والعلاقات الاقتصادية البحرية التي كانت آنذاك.
  • عمل خرائط توضيحية أكثر دقة عن مواقع المعارك البحرية التي جرت في البلاد الأوروبية، وعن خط سير القراصنة العرب المسلمين في حوض البحر المتوسط الأوسط والغربي، إذ لم تذكر المصادر الإسلامية العربية والمعربة تفصيلات عن المواقع الجغرافية للمعارك التي جرت.
  • زيادة البحث في طبيعة العلاقات التجارية التي حلت محل التنافرات والخلافات العقائدية والمذهبية وجعلت الازدهار عنواناً لبعض المدن دون الأخرى على الرغم من العداء السياسي الذي ساد في مرحلة تاريخية معينة من المراحل التاريخية المدروسة.

وعليه فإن الجانب البحري يبقى له أثراً مرتبطاً بسيرورة التاريخ لا يمكن إغفاله، أو تجاهله، وهذا الأمر يبدو جلياً واضحاً عندما أصبح العرب المسلمين قوة لا يجاريها قوة في حوض البحر الأبيض المتوسط، وتمكنوا من قلب الموازين رأساً على عقب، وانتزعوا ما كان للبيزنطيين من هيمنة وسيادة، وفرضوا السيطرة على حوض البحر المتوسط الأوسط والغربي خلال زمن الأغالبة والفاطميين الذين جاؤوا بعدهم فيما بعد؛ ولما كان للنشاط البحري التجاري أهميته، قامت الصراعات من أجل الاستيلاء على المراكز والموانئ التي مثلت أعصاب التجارة في تلك المرحلة فكان صراع الفاطميين في المغرب العربي الإسلامي والأمويين في الأندلس خير دليل على ذلك. وعليه كان لابد من تتبع أحداث المعارك والغزوات الواردة في بطون المصادر والمراجع العربية والإسلامية من أجل استنباط الأعمال البحرية التي قام بها العرب المسلمين، كما يجب تتبع المصادر والمراجع الأجنبية التي ذكرت ما قام به العرب المسلمين من أعمال قرصنة بحرية غير رسمية، إذ أغفلتها المصادر العربية الإسلامية.

الكلمات المفتاحية:

النشاط البحري

المغرب العربي الإسلامي

أثر النشاط في السلوك والذهنية

الحضارة العربية الإسلامية

سفن الأسطو ل العربي الإسلامي

تحميل البحث