شريط الأخبار

فعالية برنامج قائم على نظرية التعلم الاجتماعي في تنمية مهارات التربية الوقائية الصحية لدى الطالبات المعلمات في رياض الأطفال

اسم الباحث:عائده احمد

اسم المشرف:الدكتور: محمد موسى

العنوان:

فعالية برنامج قائم على نظرية التعلم الاجتماعي في تنمية مهارات التربية الوقائية الصحية لدى الطالبات المعلمات في رياض الأطفال

العام:2025

القسم:تربية الطفل

الملخص:

فاعلية برنامج قائم على نظرية التعلم الاجتماعي في تنمية مهارات التربية الوقائية الصحية لدى الطالبات المعلمات في رياض الأطفال

مقدمة الدراسة:

تعتبر المحافظة على الصحة من أساسيات الحياة الصحية للأفراد وأهم أهداف المجتمعات، ولكن مع تزايد التطور العلمي وما تبعه من تطور استثنائي مرتبط بالتطبيقات التكنولوجية، تزايدت القضايا والأزمات والمخاطر الناجمة عنها، مما أدى إلى خسارة المئات أو حتى الآلاف من الأرواح يومياً حول العالم.

كما إن هذه الأخطار تمثل تهديداً مباشراً للإنسانية في جميع دول العالم مهما كانت متقدمة، ولكن هذا الخطر يزداد إذا لم يكن الفرد على علم بطبيعة هذه المشاكل وكيفية مواجهتها والحد منها، كما أن عدم وعيه قد يكون سبباً في انتشار المشكلة وانتشار الخطر، مما يترتب عليه خسائر مادية وبشرية فادحة.

إلا أن العالم لا يزال يعاني بين الحين والآخر من الأوبئة الخطيرة وجائحات الأمراض بعضها قديم والبعض الآخر حديث النشأة، بالإضافة إلى الأحداث والكوارث الطبيعية “كجائحة كورونا والزلازل” التي حدثت خلال الفترة الأخيرة، ورغم عدم وجود مصل طبي يحمي من الأمراض الوبائية والأوبئة بشكل عام أو القدرة على التنبؤ بالزلازل، إلا أن المجتمع لديه مصل اجتماعي وهو مصل التعليم، حيث أن التعليم يوفر زيادة المعرفة، بالإضافة للوعي، من هنا جاء الاهتمام بإعداد برامج المعلمة داخل مؤسسات الإعداد المتمثلة في كليات التربية، تلك المؤسسات الي توفر لها فرص التعرف على هذه القضايا والمخاطر والبحث عن مقترحات لحلول واقعية في كيفية التعامل معها، وبما قد يحدث مستقبلاً، والتعرف على أهم التحذيرات الوقائية لتتجنبها وتحمي من حولها من تبعات الوقوع في هذه الأخطار، بالإضافة إلى تنمية المهارات الحياتية الأساسية التي لا غنى عنها في إعدادها مما يمكنها من التعامل مع أطفالها بأساليب متنوعة لتنمية المهارات الوقائية لديهم.

حيث تعتبر نظرية التعلم الاجتماعي لباندورا من النظريات التي تقوم على النمذجة والتقليد والمحاكاة وتعلم المهارات والسلوكات من خلال مشاهدة سلوكات النموذج الصحيح والتأثر به والتعلم منه مع استخدام التعزيز للسلوك الصحيح ويمكن القول إن التعلم القائم على النمذجة Modelingوالمحاكاة Simulationsهو نموذج تعليمي جديد الاستخدام لطلاب الجامعات كنمط تعليمي جديد باعتباره نموذج انتقائي Transformative Model of Instructionلإعداد معلمين ممارسين متأملين. (Sockman&Sharma,2008)

ومما سبق؛ فإن تنمية مهارات التربية الوقائية الصحية الطالبات معلمات رياض الأطفال يمكن أن يتم من خلال النظرية التعلم الاجتماعي التي تعنى بالمتغيرات والعوامل التي تؤثر في اكتساب المتعلمين هذه المهارات.

2- مشكلة الدراسة:

إن الطالبات المعلمات في كليات التربية من أهم فئات طلاب الجامعات، لأنهن يمثلن معلمي المستقبل المسؤولين عن نقل المعارف وتنمية السلوكات السليمة بين طلابهم، حيث أكدت الدراسات أن تنمية الوعي الوقائي الصحي لدى المعلمين ينعكس أثره على طلابهم بصورة إيجابية وهذا ما أكدته دراسة محمد (2014 ،89) التي أشارت إلى أهمية الاهتمام بالجانب الصحي الوقائي، خاصة لدى المعلمين والمتعلمين من خلال زيادة الوعي الصحي لديهم ومدى قدرتهم على اتخاذ القرارات السليمة. كذلك مسؤولية التثقيف والتوعية للحاضر والمستقبل مع متطلبات المعرفة بالثقافة الصحية وتنمية المهارات الوقائية.

كذلك ملاحظة الباحثة لطالبات كلية التربية أثناء الإشراف عليهن في مقرر التربية العملية وعدد من مقررات التربية العملية حيث لاحظت عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية الصحية رغم التأكيد المستمر على ضرورة الالتزام بها في ظل انتشار فيروس كورونا.

بناءً على ذلك قامت الباحثة بالاطلاع على بعض الدراسات السابقة التي أثبتت فاعلية نظرية التعلم الاجتماعي وضرورة تضمينها في المناهج والمقررات العلمية.

من هنا ارتأت الباحثة وجود مشكلةٍ تدفعنا للوقوف عندها تتمثل بقصور امتلاك الطالبات المعلمات في رياض الأطفال لمهارات التربية الوقائية الصحية. وهذا ما دفعها لإعداد برنامج قائم على نظرية التعلم الاجتماعي في تنمية مهارات التربية الوقائية الصحة لدى الطالبات معلمات رياض الأطفال لذلك سعت الدراسة إلى الإجابة عن السؤال التالي:

ما فاعلية برنامج قائم على نظرية التعلم الاجتماعي في تنمية مهارات التربية الوقائية الصحية لدى الطالبات المعلمات في رياض الأطفال؟

3– أسئلة الدراسة:

سعت الدراسة للإجابة عن الأسئلة الفرعية الآتية:

  1. ما مهارات التربية الوقائية الصحية اللازم تنميتها لدى الطالبات معلمات رياض الأطفال؟
  2. ما إجراءات البرنامج القائم على نظرية التعلم الاجتماعي لتنمية مهارات التربية الوقائية الصحية لدى الطالبات معلمات رياض الأطفال؟
  3. ما فاعلية برنامج قائم على نظرية التعلم الاجتماعي لتنمية مهارات التربية الوقائية الصحية لدى الطالبات معلمات رياض الأطفال؟

4- أهمية الدراسة:

الأهمية النظرية:

  1. أهمية الفئة المستهدفة في الدراسة نظراً للدور الكبير الذي تلعبه كلية التربية في تطوير وتنمية المجتمع، ومن ضمن ذلك نشر مفاهيم الصحة العامة والمهارات الحياتية المعززة للصحة الوقائية.
  2. أهمية المشكلة التي تتصدى لها الدراسة، حيث يتناول قضية من أهم قضايا العصر، فقضية التربية الوقائية الصحية والمشكلات الصحية التي تعاني منها مجتمعات العالم بأسره أمر يفرض علينا ضرورة إسهام التربية بآلياتها المختلفة في معالجة هذه المشكلات برفع مستوى الممارسات الصحية لا سيما في إعداد معلمات رياض الأطفال كون مرحلة رياض الأطفال مرحلة الأساس والتنشئة للطفل جسر العبور لهذه المهارات من خلاله للأسرة.
  3. تأتي هذه الدراسة استجابة للصيحات العالمية التي تنادي بضرورة الاهتمام بموضوع التربية الوقائية بشكل عام وفي المقررات الجامعية بشكل خاص.
  4. التأكيد على أهمية الدور الذي يمكن أن تقوم به المقررات الجامعية في مجال التربية الوقائية وحماية الحياة الإنسانية من بعض المخاطر

 الأهمية التطبيقية:

  1. توفير قائمة لأهم الموضوعات الرئيسية والفرعية لأبعاد ومهارات التربية الوقائية الصحية والتي يجب أن تتوافر لدى المعلم المنوط به تنمية وعي النشء الوقائي.
  2. توجيه اهتمام القائمين على إعداد المقررات في كليات التربية إلى البرامج الصحية التي من شأنها تنمية مهارات التربية الوقائية الصحية باعتباره أساس لحماية صحة الانسان وبالتالي التقليل من انتشار الأمراض.
  3. تقديم رؤية جديدة في كيفية تنمية مهارات التربية الوقائية الصحية من خلال نظرية التعلم الاجتماعي والتي يمكن أن تزيد من قدرة المعلمات على تنمية المهارات الوقائية الصحية لدى الأطفال.

5– أهداف الدراسة: هدفت الدراسة الحالية إلى:

  1. إعداد قائمة لمهارات التربية الوقائية الصحية اللازم تنميتها لدى الطالبات المعلمات في رياض الاطفال..
  2. إعداد برنامج قائم على نظرية التعلم الاجتماعي لتنمية مهارات التربية الوقائية الصحية لدى الطالبات المعلمات في رياض الاطفال.
  3. التعرف على فاعلية برنامج قائم على نظرية التعلم الاجتماعي لتنمية مهارات التربية الوقائية الصحية لدى الطالبات المعلمات في رياض الأطفال.

6- فرضيات الدراسة:

تم اختبار الفرضيات الآتية عند مستوى دلالة 0.05%:

الفرضية الأولى: لا يوجد فرق ذو دلالة إحصائية بين متوسطي درجات أفراد المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي للاختبار المعرفي لمهارات التربية الوقائية الصحية.

الفرضية الثانية: لا يوجد فرق ذو دلالة إحصائية بين متوسطي درجات أفراد المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي لبطاقة مهارات الإسعافات الأولية.

الفرضية الثالثة: لا يوجد فرق ذو دلالة إحصائية بين متوسطي درجات أفراد المجموعة التجريبية في التطبيقين البعدي- البعدي المؤجل للاختبار المعرفي لمهارات التربية الوقائية الصحية.

الفرضية الرابعة: لا يوجد فرق ذو دلالة إحصائية بين متوسطي درجات أفراد المجموعة التجريبية في التطبيقين البعدي – البعدي المؤجل لبطاقة مهارات الإسعافات الأولية.

7– حدود الدراسة

الحدود المكانية: كلية التربية- جامعة حمص.

الحدود الزمانية: خلال الفصل الثاني من العام الدراسي2022- 2023م من شهر نيسان إلى شهر حزيران

الحدود الموضوعية: اقتصرت الدراسة على مهارات التربية الوقائية الصحية الآتية وهي (مهارة الصحة الشخصية ومهارة الصحة الغذائية والوقاية من الأمراض ومهارة التعامل مع الأدوية ومهارة الاسعافات الأولية).

8– مصطلحات الدراسة والتعريفات الإجرائية:

البرنامج القائم على نظرية التعلم الاجتماعي: يقصد به في سياق هذه الدراسة مجموعة الإجراءات المنظمة والمخططة بناءً على أسس نظرية التعلم الاجتماعي لباندورا، والتي تتضمن فنيات (النمذجة والتقليد والتعزيز والمناقشة الجماعية) وأنشطة جماعية تفاعلية متنوعة وتدريبات عملية للمهارات قدمت للطالبات المعلمات في المجموعة التجريبية خلال مدة زمنية محددة بهدف مساعدتهم على تنمية مهارات التربية الوقائية الصحية المتمثلة بالصحة الشخصية والصحة الغذائية والتعامل مع الدواء والوقاية من الأمراض والإسعافات الأولية.

-نظرية التعلم الاجتماعي Social Learning Theory:

تقوم هذه النظرية على التعلم من تفاعلاتنا مع الآخرين في السياق الاجتماعي -وبشكل أكثر تحديداً-من خلال ملاحظة سلوكيات الآخرين ولاسيما التي تشتمل على مكافآت متعلقة بالسلوك الملاحظ، ومن ثم تطوير سلوكيات واستجابات مطابقة حيث يكون سلوك النموذج بمثابة تلميح محدد لها. (طهراوي،2020)

ويعرفها O’connor بأنه التعلم من خلال خبرات التفاعل الحقيقية والتعرض بشكل مباشر وغير مباشر لأنماط السلوك، وذلك من خلال عمليات متنوعة تشمل الملاحظة والتقليد والتعزيز.  (O’connor,2013,359)

مهارات التربية الوقائية الصحية:

مهارات التربية الوقائية الصحية: وهي مجموعة الأداءات التي يقوم بها الفرد بغرض حمايته من المخاطر الطبيعية والصناعية، كمهارة الدفاع عن النفس، التحرك في حالات إنذار الحرائق، الخروج من المبنى وغيرها. (اليوزبكي، 2020)

ويقصد بها في سياق هذه الدراسة: بأنها مجموعة الأداءات والسلوكات والخبرات والممارسات الصحية التي تقوم بها الطالبات المعلمات في رياض الأطفال والتي تكسبهن نمط معيشي وقائي بغرض وقاية أنفسهن والأطفال في الروضة ومن حولهن من المخاطر الصحية والأمنية وتشمل هذه المهارات على (مهارة الصحة الشخصية ومهارة الصحة الغذائية ومهارة التعامل مع الأدوية ومهارة الوقاية من الأمراض ومهارة الاسعافات الأولية). وتقاس بالدرجة التي تحصل عليها الطالبات المعلمات على بطاقة الملاحظة والاختبار المعرفي المعدّ لذلك.

9- إجراءات الدراسة

9-1 -منهج الدراسة:

تم استخدام المنهج شبه التجريبي نظراً لمناسبته لطبيعة وأغراض البحث، إذ يعتبر من أنسب المناهج للتحقق من مدى فاعلية البرنامج المقترح القائم على نظرية التعلم الاجتماعي في تنمية مهارات التربية الوقائية الصحية لدى الطالبات المعلمات مستنداً في ذلك على التصميم التجريبي من خلال اختيار مجموعة تجريبية ، حيث أن المتغير المستقل يتمثل في البرنامج القائم على نظرية التعلم الاجتماعي أمّا المتغير التابع فهو مهارات التربية الوقائية الصحية لدى الطالبات المعلمات.

9-2 مجتمع الدراسة وعينتها:

تكوّن مجتمع الدراسة من جميع طالبات رياض الأطفال المسجلين في السنة الرابعة من العام الدراسي 2023 والبالغ عددهم (130) أما عينة الدراسة فقد تم اختيارها بطريقة قصدية وتكونت من (30) طالبة، حيث تم اختيار الطالبات القادرات على الالتزام بالبرنامج واستبعدت الطالبات اللواتي اتبعنّ دورة للإسعافات الأولية.

9-3-أدوات الدراسة:

لتحقيق أهداف الدراسة تم إعداد الأدوات الآتية:

1-اعداد اختبار معرفي لمهارات التربية الوقائية الصحية لقياس الجانب المعرفي لمهارات التربية الوقائية الصحية لدى الطالبات معلمات رياض الأطفال.

2-بطاقة ملاحظة لمهارات التربية الوقائية الصحية لقياس درجة امتلاك الطالبات معلمات رياض الأطفال لمهارات الإسعافات الأولية.

الفصل الثاني: الجانب النظري

المحور الأول: نظرية التعلم الاجتماعي

ترى هذه النظرية أن جزءاً كبيراً من التعلم الإنساني يحدث في البيئة الاجتماعية، فالناس يطوّرون معارفهم ومهاراتهم واعتقاداتهم من خلال ملاحظة الآخرين ويتعلمون منهم السلوك المناسب وأهميته ونتائجه، وهم يسلكون بناءً على قدراتهم وقناعاتهم والنتائج المترتبة على أداءاتهم (Schunk,2000,78).

لذا فقد ركزت هذه النظرية على العناية بالبيئة الاجتماعية، وعلى دور المعلم النشط في تلك البيئة، بعيداً عما كان مسيطراً عليه في مجال البحوث من نظريات مثل: نظرية المحاولة والخطأ، ونظرية المثير- استجابة وغيرها، لذلك فقد أعطت هذه النظرية وزناً كبيراً لإنسانية الإنسان المتعلم ضمن ظروف اجتماعية تفاعلية (قطامي، 2005 ،14).

مبادئ نظرية التعلم الاجتماعي:

يقصد بالتعلم الاجتماعي القائم على الملاحظة بأنه ذلك التعلم الذي يحدث عند فرد يتصف بخصائص معينة يسمى (الملاحظ) نتيجة ملاحظته لفرد آخر يتصف بخصائص معينة يسمى(الأنموذج) يقوم بعرض سلوك معين ذي نتائج تعزيزية (Craigg,2020).

ويمكن تحديد عناصر التعلم الاجتماعي بالخطوات الآتية:

1-الأنموذج الذي يعرض سلوكاً ما.

2-السلوك الذي يعرضه الأنموذج.

3-الملاحظ الذي يلاحظ سلوك الأنموذج.

4-نتائج السلوك عند كل من الأنموذج والملاحظ.   (Mcleod,2016)

-شروط التعلم لنظرية التعلم الاجتماعي:

هناك مجموعة من الشروط التي لا بد أن تتوفر لدى كل من الملاحظ والأنموذج حتى يتشكل السلوك الناتج عن الملاحظة وتتحقق عملية التعلم الاجتماعي إذا توافرت الشروط الآتية لدى الملاحظ:

1-إدراك الملاحظ لسلوك الأنموذج، إذ لا يمكن للفرد أن يقوم بمحاكاة سلوك غير مدرك.

2-توافر الإمكانية لدى الملاحظ للقيام بالسلوك الذي يعرضه الأنموذج.

3-اهتمام الملاحظ لما يعرضه الأنموذج من سلوك حينما يكون ذلك السلوك محققاً لحاجة لديه.

4-توافر أنموذج يتمتع بخصائص معينة ويعرض سلوكاً معيناً.

5-أن يدرك الملاحظ أو يرى أو يعرف بالنيابة (بإحدى الوسائط) أن سلوك الأنموذج يُعزّز (قطامي ،2005 ،120).

وتزداد فرص تكرار التعلم بالملاحظة إذا أدرك الملاحظ أن الأنموذج يتصف بواحدة أو أكثر من الصفات الآتية:

1) أن يتمتع الأنموذج بقوة من نوع ما، أو إمكانية عالية، أو سلطة ما يضبط بها سلوك الملاحظ.

2) أن يكون الأنموذج مصدر تعزيز.

3) أن يكون الأنموذج مصدراً لإعطاء الحب والرعاية.

4) أن يجمع الشبه بين الأنموذج والملاحظ، وتعد درجة التشابه من الأمور المهمة للتعلم الاجتماعي القائم على الملاحظة. Mecleod, 2016)).

المحور الثاني: مهارات التربية الوقائية الصحية

الصحة حالة لا تُعرف بخلو الإنسان من الأمراض فحسب وإنما بتمتعه بأقصى قدر ممكن من الراحة والطمأنينة البدنية، وتدّل الإحصاءات العربية والعالمية أن أغلب الأمراض المنتشرة في الوطن العربي هي أمراض تنتقل من الشخص المريض إلى السليم عن طريق الحشرات الضارة، وعن طريق الاتصال المباشر وغيرها من الأسباب، بسبب عدم اتباع أساليب النظافة الصحية الخاصة بالإنسان والبيئة. (العابدي، 2010)

ومن هنا تظهر أهمية التربية الوقائية الصحية لتجنب هذه المشكلات والأمراض أو الحد منها ومن آثارها، وتعد بعداً مهماً من الأبعاد التي تسعى التربية لتحقيق أهدافها على كافة المستويات الدراسية، بدءاً من مرحلة الطفولة المبكرة وصولاً إلى المستويات الجامعية، سعياً وراء إعداد الفرد القادر على مواجهة المشكلات الصحية التي قد يتعرض لها هو أو أحد أفراد أسرته، وكذلك التصرف الصحيح في مواجهة المواقف الطارئة التي يمكن أن تشكل خطراً عليه

إن مفهوم التربية الوقائية الصحية يركز على تعزيز الوعي الصحي والسلوكات الوقائية لدى الأطفال من خلال التعليم، هذا المفهوم يساعد الطالبات على تطوير استراتيجيات تعليمية تهدف إلى حماية صحة الأطفال، وتعزيز ممارسات النظافة والوقاية من الأمراض، كما يشجع على بناء بيئة تعليمية آمنة وصحية تسهم في رفاهية الأطفال على المدى الطويل.

وبناء على ما سبق، إن التربية الوقائية هي عبارة عن مجموعة من الوسائل والأدوات والإجراءات التي يجب أن تستخدمها وتمارسها الطالبة المعلمة وتظهر في سلوكياتها داخل الجامعة، وفي المنزل وفي البيئة المحيطة لضمان الصحة العامة في الجسد والنفس والعقل، والتربية الوقائية مسؤولية المجتمع بكافة مؤسساته من بينها الجامعات ، وهي ترتبط بمفهوم الوعي الصحي، ويشير إلى إلمام الطالبات بمجموعة من المعلومات، بحيث تجعل الطالبة المعلمة قادرة على تمييز السلوكيات الصحية الصحيحة، مع الانتقال من المعرفة إلى التطبيق في الممارسات والسلوكيات، حتى تصبح عادات صحية سليمة، وتشعر الطالبة بالمسؤولية تجاه الحفاظ على صحتها.

-أهمية التربية الوقائية الصحية:

لقد نادت العديد من المشروعات والدراسات بضرورة أن تحظى صحة الإنسان بالاهتمام الأكبر وأصبح مجال صحة الإنسان ووقايته البعد الأساسي الأول في محتوى المناهج بصفة عامة.

كما يتضح أهمية إمداد الطفل بقدر مناسب من المعلومات والسلوكات والاتجاهات الوقائية التي يمكن أن تساعده في تجنب العديد من تلك المخاطر، حيث أكدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم والهيئات الصحية العالمية على أن التربية الوقائية الصحية في المدارس يجب أن تكون جزءاً مهماً من التربية العامة، ووسيلة حيوية من وسائل النهوض بمستوى الصحة، فهي تعمل على مساعدة الأطفال في التمييز بين المعلومات الصحية وغير الصحية، حيث أن كل طفل يمثل عائلة معينة يمكن الوصول من خلاله وإيصال المعلومات الصحيحة إليها (عبده،2013، 25).

وفي ضوء ذلك نرى أن التربية الوقائية عملية هامة وضرورية، وخاصة في المرحلة الجامعية، ولطالبات رياض الأطفال حصراً لدورهم في نقلها لأطفال الرياض حين دخول ميدان العمل وإلى كل من حولهم من أفراد أسرتهم ومحيطهم، لذلك ينبغي التأكيد على المهارات الوقائية من خلال طرح الموضوعات التي تساهم في المحافظة على صحتهم الجسمية والنفسية وصحة من حولهم.

الفصل الثالث: إجراءات الدراسة الميدانية

تم في هذا الفصل بيان كيفية ضبط متغيرات الدراسة، وبناء أدوات الدراسة (قائمة مهارات التربية الوقائية الصحية، الاختبار المعرفي، بطاقة ملاحظة مهارة الإسعافات الأولية)

الفصل الرابع: نتائج الدراسة وتفسيرها

أولاً: الإجابة عن أسئلة الدراسة.

ثانياً: نتائج فرضيات الدراسة:

الفرضية الأولى: يوجد فرق ذو دلالة إحصائية بين متوسطي درجات أفراد المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي للاختبار المعرفي لمهارات التربية الوقائية الصحية.

الفرضية الثانية: يوجد فرق ذو دلالة إحصائية بين متوسطي درجات أفراد المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي لبطاقة مهارات الإسعافات الأولية.

الفرضية الثالثة: لا يوجد فرق ذو دلالة إحصائية بين متوسطي درجات أفراد المجموعة التجريبية في التطبيقين البعدي- البعدي المؤجل للاختبار المعرفي لمهارات التربية الوقائية الصحية.

الفرضية الرابعة: لا يوجد فرق ذو دلالة إحصائية بين متوسطي درجات أفراد المجموعة التجريبية في التطبيقين البعدي – البعدي المؤجل لبطاقة مهارات الإسعافات الأولية.

مقترحات الدراسة:

استناداً لنتائج الدراسة الحالية تم وضع المقترحات الآتية:

– تقديم دورات تدريبية للطالبات المعلمات في رياض الأطفال على الإسعافات الأولية من خلال التعاون بين كلية التربية ووزارة الصحة.

-عقد دورات تدريبية للمختصين والمهتمين بهدف تعميق مفهوم ومهارات التربية الصحية الوقائية.

-التنسيق بين وزارة التعليم ووسائل الإعلام لتوحيد الجهود في مجال الصحة الوقائية وإعداد دليل لمهارات التربية الوقائية الصحية.

– تضمين المقررات الجامعية في كلية التربية لمهارات التربية الوقائية الصحية بما يتلاءم مع كل مرحلة علمية.

-إدماج مفهوم التربية الصحية الوقائية في المقررات الجامعية المختلفة بما يتلاءم مع كل مرحلة عملية.

الكلمات المفتاحية:

نظرية التعلم الاجتماعي -مهارات التربية الوقائية الصحية- الطالبات المعلمات -رياض الأطفال

تحميل البحث