كرمت رئاسة جامعة حمص وقيادة فرع الحزب بالجامعة الدكتورة وعد صافتلي من كلية العلوم بجامعة حمص الفائزة بجائزة لوريال-اليونيسكو “من أجل المرأة في العلم” للعالمات العربيات الصاعدات في منطقة الشرق لعام 2021 عن مشروعها حول ” دراسة تطور المجرات عبر تاريخ الكون” في دبي من فئة الباحثات ما بعد الدكتوراه.
ولفت الدكتور عبد الباسط الخطيب رئيس الجامعة أنه و للمرة الثانية على التوالي تحصد جامعة حمص الفوز بمنحة لوريال-اليونسكو مؤكداً على أهمية فوز الدكتورة وعد صافتلي ضمن 14 عالمة عربية من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لافتاً إلى الدعم الكبير للباحثين السوريين وتكريمهم على إنجازاتهم التي نفتخر بها ونقدر جهودهم ومصداقيتهم العلمية ونعتبرهم حجر الأساس للتطور والتقدم العلمي للارتقاء بمستوى الجامعات اضافة إلى تطوير منظومة البحث العلمي بما يواكب وينسجم مع رؤية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مشيراً أن الجامعة تقدم كامل الدعم للبحث العلمي والباحثين السوريين الذين أثبتوا مقدرتهم على تحقيق الإنجازات بالرغم من ظروف الحرب التي عانت منها بلدنا الحبيب سورية، كما أن مساهمة النساء الباحثات في العلم يشكل أمراً حيوياً في وقت نسعى فيه لبناء عالم أكثر استدامة وإنصافاً وشمولية وذلك من أجل دفع عجلة التأثير العالمي نحو الأمام عبر تمكين المزيد من العالمات بهدف تحقيق التميّز في مراحل مختلفة من حياتهن المهنية وتشجيع مشاركتهن في مواجهة التحديات الكبرى في عصرنا الحالي بما فيه مصلحة الجميع.
من جانبه الرفيق الدكتور فائق شدود أمين فرع جامعة حمص للحزب أشاد بدور الباحثين السوريين الذين أثبتوا مقدرتهم على تحقيق الإنجازات بالرغم من ظروف الحرب التي عانت منها بلدنا الحبيب سورية، مشيراً الى تميز الباحثين السوريين في مختلف جوانب الحياة رغم كل الظروف والإغراءات التي قدمت من الغرب، وإصرارهم على العودة الى الوطن وخدمة بلادهم من خلال العلوم التي حصلوا عليها في الخارج.
وأكد الدكتور رشدي مدور عميد كلية العلوم بالجامعة أن الجامعة تقدم كامل الدعم لباحثيها المتميزين الذين يعكسون الوجه العلمي المشرق ويساهمون من خلال أبحاثهم في خدمة المجتمع، مشيراً أن الدكتورة وعد عضو هيئة تدريسية نشيط ومميز في كلية العلوم وممن حرصوا دائماً على خدمة جامعتهم بفكرهم وأبحاثهم.
واعتبرت الباحثة وعد صافتلي أن الفوز له أهمية كبيرة تشجيعية لنشاطها العلمي المستمر عبر سنوات دراستها كما أنه يساهم برفع التصنيف العلمي للجامعة عالمياً ويرفع اسم الوطن في المحافل الدولية، مشيرةً أن فهم ألغاز الكون قد أذهل البشرية لعدة قرون وأن أحد الأسئلة الأكثر بروزًا وتعقيدًا في علم الفلك الحديث هو: كيف تشكلت المجرات وتطورت عبر التاريخ الكوني؟ لذلك كان الهدف الأساسي من البحث هو التوصل إلى فهم أفضل للعمليات الفيزيائية التي تتحكم بتطور المجرات عبر تاريخ الكون، وأيضاً إنشاء معايير جديدة لتطوير الجيل القادم من نماذج المحاكاة العددية الكونية، حيث يمكن لهذه النماذج إنتاج الخصائص المرصودة للمجرات في الكون إلى حد كبير، عن طريق محاكاة جميع العمليات الفيزيائية التي تلعب دورًا في تكوين المجرات وتطورها. ولكن للتحقق من موثوقية وفعالية هذه النماذج، يجب أن نقارن بدقة بين صور المجرات الناتجة عن هذه النماذج وبين الصور الحقيقية للمجرات الملتقطة بالتلسكوبات، حيث استخدمت الباحثة وفريقها عددًا من أحدث نماذج المحاكاة الكونية وأكثرها تطوراً حتى الآن مثل EAGLE و IllustrisTNG و Auriga. لإنشاء صور رصدية للمجرات الناتجة عن هذه النماذج (أي جعلها تبدو كما يمكن ملاحظتها من خلال التلسكوب) من خلال استخدام كود النقل الإشعاعي ثلاثي الأبعاد الأكثر تقدمًا والمعروف باسم SKIRT، وهو برنامج تم تطويره بمشاركة الباحثة لتتم مقارنة هذه الصور الرصدية مع الصور الحقيقية للمجرات المتوفرة حالياً من خلال الرصد بالتلسكوبات ومع البيانات التي سيتم توفرها بعد إطلاق جيمس ويب تلسكوب.
يشار إلى أن مؤسسة لوريال واليونسكو عقدت حفلاً تكريمياً للفائزات ببرنامج الباحثات الصاعدات من أجل المرأة في العلم جمعت فيه لأول مرة على الإطلاق 14 عالمة عربية من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في “مركز دبي للمعارض” في إكسبو 2020 دبي، تقديراً لأبحاثهن في مجالات مثل علوم الحياة والبيئة والفيزياء والرياضيات وعلوم الكمبيوتر، حيث يأتي هذا الحفل تزامناً مع احتفالات إكسبو 2020 دبي بـ”اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم” ، ويكرم برنامج لوريال واليونسكو سنوياً عدد من الباحثات المتميزات من الشابات العربيات على نوعية أعمال أبحاثهن ّ ويشجعهن على مواصلة حياة مهنية قيمة في مجال العلوم في دول المشرق العربي.
