شهدت جامعة حمص اليوم انطلاق فعاليات النسخة الثانية عشرة من المسابقة البرمجية الجامعية المحلية لعام 2025، وسط أجواء حماسية وتنافسية جمعت 29 فريقاً يمثلون نخبة من طلاب الجامعة من مختلف الكليات، في تحدٍّ ذهني قائم على حل مسائل خوارزمية تتطلب مهارات تحليلية دقيقة وسرعة في التفكير البرمجي.
بيّن رئيس الجامعة الدكتور “طارق حسام الدين” أنّ المسابقة البرمجية أصبحت من أهم النشاطات السنوية في الجامعة كونها تشكّل بيئة تعليمية تحفّز الإبداع والعمل الجماعي لدى الطلبة، وتنمّي مهارات التفكير المنطقي والتحليل لديهم، وتُعد منصة لصقل المهارات التي يحتاجها الشباب في عالم تكنولوجي متسارع، مؤكداً حرص رئاسة الجامعة وكافة الكليات المعنية على تقديم التسهيلات اللازمة لإنجاح هذه الفعالية من دعم لوجستي وتقني، وتوفير بيئة تنظيمية مناسبة تتيح للمشاركين التركيز والإبداع، وذلك إيماناً بأنّ مثل هذه الأنشطة هي جزء من رسالة الجامعة الأكاديمية والوطنية التي تدعم الشباب السوري الطامح إلى النهوض بعلمه وعمله رغم كل التحديات.
من جانبه أكّد الدكتور “محمد الحاج يونس” عميد كلية الهندسة المعلوماتية أنّ المسابقة البرمجية تمثّل حجر الزاوية في بناء جيل رقمي قادر على التعامل مع التحديات المعاصرة بمهارات عالية وروح فريق متماسكة، موضحاً أنّ آلية المسابقة تقوم على حل أكبر عدد ممكن من المسائل في أسرع وقت وضمن زمن مدته خمس ساعات، وهو ما يختبر مهارات التفكير المنطقي والتقني والعمل الجماعي تحت الضغط. ولفت إلى أنّ هذه المرحلة المحلية تُعد بوابة العبور نحو المشاركة في المسابقة الوطنية ثم العربية وصولاً إلى التصفيات العالمية ضمن سلسلة ICPC، منوّهاً بأنّ الكلية تعمل بشكل دائم على تعزيز ثقافة البرمجة والابتكار وتشجع انخراط طلاب من مختلف الكليات، مما يخلق بيئة فكرية غنية وأساليب متنوعة في التعامل مع المشكلات، وهو ما ينعكس إيجاباً على أداء الفرق في المسابقات القادمة.
بدوره أكّد الدكتور “محمد ربيع شاهين” نائب عميد كلية الهندسة المعلوماتية ومنسق المسابقة أنّ هذه المسابقة تسهم في رفع تصنيف الجامعة أكاديمياً وتقنياً نظراً لأثرها المباشر في تعزيز مهارات الطلاب وربطهم بالمجتمع التقني العالمي، موضحاً أنّ التحضيرات لهذه النسخة شملت معسكرات تدريبية وورش عمل مكثفة تم خلالها تعريف الفرق بأنماط المسائل البرمجية ونماذج الحلول المعتمدة، ولافتاً إلى أنّ هذه المسابقة لاتقتصر على كونها تحدياً تنافسياً، بل تعد مساراً تدريبياً متكاملاً يسهم في بناء قدرات الطلاب على التفكير المنهجي والابتكار العملي، بما يؤهلهم لمواجهة التحديات التقنية المستقبلية بثقة وكفاءة.
وأوضح الحكم المعتمد في المسابقة “جورج دروج” أنّ لجنة التحكيم أولت اهتماماً كبيراً لضمان النزاهة والعدالة في جميع مراحل المسابقة، إذ تم تنظيم العمل بدقة بدءاً من إعداد وطباعة المسائل مروراً بتوزيعها ووصولاً إلى مراجعة الحلول ورصد النتائج، مؤكداً أنّ الجانب التنظيمي نُفّذ بإشراف لجنة مختصة حرصت على توفير بيئة تنافسية شفافة تضمن أعلى درجات الانضباط والدقة.
بدوره المدرب “موسى سيوفي” نوّه إلى أنّ التدريب المسبق الذي تلقاه الطلاب ساهم بشكل ملحوظ في رفع مستوى جاهزيتهم، موضحاً أنّ الخطة التدريبية ركزت على صقل المهارات الفردية وتطوير روح العمل الجماعي داخل الفريق، لافتاً إلى أنّ المهم في هذا النوع من التدريب هو تعزيز الثقة بالنفس والقدرة على اتخاذ القرار تحت الضغط.
من جانبه لفت الطالب “فرحان حاج يونس” من طلاب كلية الهندسة المعلوماتية وعضو فريق Mafeesh akhbar 3n elverdict إلى أنّ هذه التجربة نمّت قدراته على تحليل المسائل وتوزيع المهام ضمن الفريق بفعالية.
أما الطالب “يمان عامر لحام” من طلاب هندسة الميكاترونيك وعضو فريق Code plus بيّن أنّ المسابقة وسّعت أفقه البرمجي وعرّفته على تقنيات جديدة في حل المشكلات.
وأكّدت الطالبة “سارا سلامة” من طلاب كلية الهندسة المعلوماتية وفريق While (true) cry أنّ أكثر ما يميز هذه المسابقة هو روح التحدي بين الفرق، لافتة إلى أنّ تجربة العمل الجماعي في بيئة عالية الضغط ساعدتها على اكتساب مهارات جديدة في التواصل الفعال واتخاذ القرارات بسرعة.
يذكر أنّ النهائي العالمي للمسابقة البرمجية، سيعقد في أذربيجان نهاية شهر آب الجاري، حيث شاركت جامعة حمص في النهائيات العالمية حتى عام 2023، وحققت المركز 83 من أصل 130 فريقاً على مستوى العالم، كما حصل فريق الجامعة على المرتبة الثالثة على مستوى الوطن العربي وأفريقيا في عام 2022، وعلى المركز الأول على مستوى المسابقة السورية في عامي 2019 و 2022.
ومن المقرر أن تُعلن الفرق المتأهلة للمسابقة خلال الحفل الختامي مساء اليوم، حيث يتم تتويج الفرق الفائزة وتكريم المشاركين والمنظمين.