اختتمت في جامعة حمص فعاليات معسكر “Spark Homs” لريادة الأعمال الذي نظّمته حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات في حمص بالتعاون مع الجامعة وفرع اتحاد الطلبة، وبالشراكة مع منظمة “أكشن أوف هيومانيتي” وشركة “بذور-تك” وبمشاركة ثلاثين شاباً وشابة من مختلف الاختصاصات الأكاديمية.
وشهد المعسكر الذي استمر عدة أيام تدريبات مكثّفة شملت مهارات التصميم الابتكاري، والتفكير الريادي وتطوير النماذج الأولية، ومفاهيم التسويق والتمويل، بإشراف نخبة من المدربين ذوي الخبرة من داخل سوريا وخارجها، واختُتم البرنامج بعروض تقديمية للمشاريع التي عمل عليها المشاركين ضمن فرق عمل جماعية.
وبيّن الدكتور “طارق حسام الدين” رئيس جامعة حمص أنّ المعسكر يأتي في سياق جهود الجامعة لدعم المبادرات الشبابية عبر توفير بيئة محفزة على الإبداع والابتكار تجمع بين المعرفة الأكاديمية والخبرة العملية، وتسهم في إعداد جيل قادر على تحويل التحديات إلى فرص واقعية للنمو والإنتاج.
بدورها أوضحت المهندسة “هالة جحجاح” مديرة حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات أنّ تجربة المعسكر كشفت عن طاقات طلابية مميزة، مؤكدة أنّ الحاضنة ستواصل دعم المشاركين في رحلتهم نحو تأسيس مشاريعهم من خلال تقديم الاستشارات الفنية والربط مع الجهات الداعمة.
وأشار المدرب “أحمد المصري” من شركة “بذور-تك” إلى أنّ البرنامج اعتمد منهجية متدرجة بدأت من تحليل المشكلات الحياتية التي تواجه الشباب، مروراً بتوليد الحلول وانتهاء بتطوير النماذج الأولية مع التركيز على مهارات العرض والإقناع، لافتاً إلى أهمية هذا النوع من البرامج في خلق ثقافة ريادية لدى جيل الشباب.
من جانبه لفت المدرب الدولي “سامي مندو” الحاصل على منحة “تشيفنينغ” البريطانية إلى أنّ مشاركة الشباب في هذا المعسكر عكست استعداداً حقيقياً للتعلّم والانخراط في بيئات العمل الريادي، موضحاً أنّ معظم المشاركين أظهروا مرونة وقدرة عالية على التفاعل مع تحديات سوق العمل.
وعبّر الطلاب عن أثر المعسكر في تطوير مهاراتهم الشخصية والأكاديمية، إذ أوضحت الطالبة “ريم الخالد” من معهد الصناعات الغذائية أنّ المعسكر شكّل لها تجربة جديدة من خلال العمل ضمن فريق متنوع والانفتاح على أنماط تفكير مختلفة عن البيئة الجامعية التقليدية.
وأشارت الطالبة “سيدرا الصيفي” من قسم الإحصاء الرياضي إلى أنّ محتوى التدريب فتح أمامها آفاقاً جديدة لفهم ريادة الأعمال كمنهجية تفكير وحل مشكلات وليس فقط كمشاريع اقتصادية، مؤكدة أنّ أكثر ما استفادت منه كان اكتساب الثقة بالنفس ومهارات العرض والتقديم.
بدوره الطالب “يحيى عبد الهادي” من كلية هندسة الاتصالات بيّن أنّ مشاركته في المعسكر كانت بمثابة خطوة محفزة لإعادة تقييم أولوياته الأكاديمية والمهنية، مشيراً إلى أنّ العمل الجماعي والتفاعل مع مدربين ذوي خبرة غيّر نظرته لكثير من المفاهيم.
أما الطالب “عبد المجيد سلمون” الحاصل على الشهادة الثانوية أوضح أنّ المعسكر شكّل تجربة تعليمية مختلفة كلياً عن ما اعتاد عليه، مبيناً أنّ أسلوب التدريب العملي والتفاعلي أتاح له فهم أدوات جديدة ساعدته على التفكير بطريقة منظمة وموجهة نحو الحلول.
وأكّد القائمون على المعسكر أنّ النتائج التي تحققت تشكّل أساساً لبناء مبادرات مماثلة تستهدف الشباب في مختلف الجامعات السورية، وتشجع على نشر ثقافة ريادة الأعمال باعتبارها أحد المحركات الأساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.