أقامت جامعة حمص اليوم ورشة وطنية علمية تحت عنوان:
“الحرائق في سوريا – من الاستجابة إلى الوقاية: حلول علمية وتطبيقية”، وذلك في مدرج المؤتمرات في كلية الهندسة المدنية.
وأكد الدكتور “طارق حسام الدين” رئيس جامعة حمص في كلمته الافتتاحية أن الحرائق في مختلف المناطق السورية لم تعد مجرد حوادث موسمية، بل تحولت إلى قضية وطنية تستدعي تضافر الجهود بين الجامعات ومراكز الأبحاث والجهات التنفيذية والمجتمع المحلي لوضع حلول علمية مستدامة.
وأوضح أن الورشة تشكل منصة للحوار وتبادل الخبرات، والاعتماد على تقانات حديثة مثل الاستشعار عن بعد، الذكاء الاصطناعي، ونظم المعلومات الجغرافية للوقاية من الحرائق وتقليل الأضرار الناتجة عنها.
كما بيّن الدكتور “حسام الدين” أن الجامعة تسعى من خلال هذه الفعالية إلى تحفيز البحوث التطبيقية وتعزيز التعاون مع الجهات المعنية بالحماية المدنية والزراعة والبيئة.
وفي السياق ذاته، بيّن “ربيع جندية” مدير الطوارئ وإدارة الكوارث في محافظة حمص أن الحرائق اجتاحت خلال الأعوام الماضية مساحات واسعة من الغابات، وساهم في انتشارها بشكل كبير ارتفاع درجات الحرارة وهبوب الرياح بسرعات عالية، موضحاً أنه خلال عمليات الإطفاء في الساحل تم العمل على إخماد الحرائق والسيطرة عليها بالاعتماد على أوقات محددة، مثلاً عندما تكون الرطوبة منخفضة وسرعة الرياح ضعيفة، في حين يجري في بقية الأوقات تطويق النيران للحفاظ على سلامة الفرق والمتطوعين وتجنب وقوع إصابات أو محاصرة العناصر العاملة.
كما شكر عميد كلية الهندسة الزراعية في جامعة اللاذقية الدكتور “إبراهيم حمدان” جامعة حمص على استضافتها لهذه الفعالية العلمية المهمة، مؤكداً أن الحرائق التي شهدتها سورية كانت كارثة طبيعية.
وبيّن أن مشاركته جاءت من خلال ورقة عمل تناولت دور المجتمع المحلي في الحد من الحرائق ومنع انتشارها، خاصة في أوساط السكان المجاورين للغابات.
من جانبه، أوضح الدكتور “منير قصير” مدير مختبرات “ميديكو” للأدوية أنه عرض بحثاً حول استخدام المواد الطبيعية في تركيب خلطات خاصة قادرة على وقف الحرائق، مشدداً على أهمية الورشة في وضع إجراءات وقائية مستقبلية تحد من مخاطرها.
وقد عرضت الدكتورة “لينا النداف” من كلية الزراعة بجامعة حمص نتائج بحثها الذي انطلق من ضرورة إيجاد حل لمشكلة الحرائق في سوريا، موضحة أنه تم العمل على محاكاة النبات لتحمل الحرارة والإجهاد، ما أسفر عن تركيب مادة فعالة تمت تجربتها على مرحلتين بالتعاون مع الدفاع المدني.
بدوره، تناول الدكتور “محمود علي” من جامعة اللاذقية في محاضرته “الإجراءات الوقائية من الحرائق وتقييم الوضع الراهن” الأخطاء والإصابات وأدوات المواجهة وإعادة توجيه الموارد، بما يسهم في الحد من حرائق الغابات.
شارك في الورشة 14 باحثاً من الجامعات السورية، وممثلون عن الجهات الحكومية المعنية بالزراعة والبيئة والدفاع المدني، ناقشوا أحدث الدراسات والتجارب العلمية لمواجهة الحرائق باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية، واستخدام نظم المعلومات الجغرافية (GIS) كاستراتيجية لمكافحة حرائق الغابات، ونظم الرصد والتنبؤ بالحرائق في سوريا باستخدام الذكاء الاصطناعي، وحرائق الغابات في سوريا من الوقاية والتوعية إلى الاستجابة الفعالة، إضافة إلى دراسة دور التغيرات المناخية في نشوب الحرائق وآليات مواجهتها، وكذلك استخدام مثبطات الاشتعال الحيوية كمواد صديقة للبيئة.
وفي ختام الورشة، عُقدت جلسة نقاشية لصياغة التوصيات العملية وتعزيز الاستعداد لمواجهة الحرائق والحد من آثارها، أعقبها توزيع الشهادات على المشاركين، وذلك بحضور نواب رئيس الجامعة، ومدير الزراعة في حمص،ورئيس اتحاد الطلبة في حمص ،إلى جانب ممثلين عن الجهات الرسمية المعنية.