انطلقت اليوم فعاليات النهائي الوطني الخامس عشر للمسابقة البرمجية السورية للجامعات (SCPC 15) في مركز جامعة حمص، بمشاركة 37 فريقاً من الجامعات الحكومية (حمص وحلب) والجامعات الخاصة (العربية، الوطنية، الشمال السوري، الاتحاد، الشهباء، إيبلا، والجامعة الافتراضية السورية).
وتُقام المسابقة هذا العام في ثلاث مراكز: جامعة حمص، جامعة دمشق، وجامعة المنارة الخاصة، حيث يتنافس الطلاب على حل مسائل برمجية معقدة بأقصر وقت ممكن خلال خمس ساعات وفق المعايير العالمية.
وأكد نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية والطلاب الدكتور “أيمن كسيبي” أن المسابقة أصبحت تقليداً سنوياً يجمع نخبة من الطلاب المبدعين، مبيناً أنها تحوّل البرمجة إلى ساحة للتنافس وصقل مهارات التفكير والعمل الجماعي، وتعزز قدرة الطلاب على تحويل الأفكار إلى حلول مبتكرة تتماشى مع متطلبات العصر الرقمي، مضيفاً أن نجاح الطلاب في هذه التجربة لا يُقاس بالنتائج فقط، بل بالخبرة المكتسبة وروح التعاون والإصرار، فكل خطوة يخطونها تمثل استثماراً في مستقبلهم وإضافة إلى رصيد الوطن من الكفاءات العلمية.
بدوره، أشار مدير المسابقة البرمجية الجامعية في سورية الدكتور “ربيع شاهين” إلى أن المسابقة الوطنية في مركز جامعة حمص تجمع نحو 111 طالباً ضمن 37 فريقاً، علماً أن المسابقة البرمجية السورية يتنافس فيها 320 متسابقاً ضمن 78 فريقاً و47 مدرباً من 22 جامعة حكومية وخاصة (8 جامعات في مركز جامعة حمص، 8 في مركز جامعة المنارة الخاصة، 6 في مركز جامعة دمشق)، إضافة إلى أكثر من 140 متطوعاً في التنظيم، مبيناً أن الفرق الفائزة ستتأهل إلى المسابقة الإقليمية للجامعات العربية في مصر خلال شهر كانون الأول، وأن كل فريق مكوّن من 3 طلاب ومدرب يتعاونون على جهاز حاسوب واحد لحل أكبر عدد ممكن من المسائل البرمجية خلال خمس ساعات، مع تصحيح آلي يحدد دقة الحلول وزمن الإنجاز.
ولفت الدكتور “شاهين” إلى أن لكل مسألة لوناً خاصاً، حيث تُعلق بالونات ملونة على طاولة الفريق عند حل المسألة، ما يخلق أجواءً مرئية توضح تقدم الفرق، مؤكداً أن جامعة حمص وفرت جميع التجهيزات التقنية واللوجستية لضمان نجاح هذا الحدث العلمي المتميز.
من جهته، نوّه المنسق الإقليمي للمسابقة البرمجية في سورية الدكتور “جعفر الخير”، بأن المسابقة البرمجية تُعد اليوم الحدث الجامعي الأبرز في سورية وأحد أعرق المنافسات الأكاديمية على مستوى العالم، مشيراً إلى أن الجامعات السورية أثبتت حضورها في المنطقة العربية، إذ تسهم المسابقة في صقل مهارات الطلاب في البرمجة والتحليل المنطقي، وتعزز قدرة الفرق على ابتكار حلول مبتكرة وأصيلة، مبيناً أن المسابقة تمر بأربع مراحل رئيسية: المسابقات المحلية داخل الجامعات، المسابقة الوطنية التي تجمع أفضل الفرق السورية، المسابقة الإقليمية العربية التي تؤهل الفرق الفائزة للتنافس على نطاق أوسع، وأخيراً المسابقة العالمية (ICPC) التي تُمثل الذروة وتجمع نخبة الفرق من مختلف دول العالم.
وأعرب الطلاب المشاركون في المسابقة عن حماسهم الكبير تجاه هذا التحدي العلمي، مؤكدين أن التجربة تمنحهم فرصة لتطوير مهاراتهم في البرمجة والتفكير المنطقي والعمل الجماعي، إضافة إلى فتح آفاق جديدة أمامهم على المستويين الأكاديمي والمهني.