نظّمت كلية التربية في جامعة حمص ورشة عمل علمية بعنوان “تعزيز الصحة النفسية بعد الأزمات”، بحضور نائب رئيس الجامعة للشؤون العلمية الدكتور “وليد خدام” وعميد الكلية الدكتور “أحمد حاج موسى” إلى جانب عددٍ من أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة والمهتمين بمجال الإرشاد النفسي.
وأكد الدكتور “وليد خدام” في كلمته أن بناء الإنسان لا يكتمل إلا بالاهتمام بعالمه الداخلي، مشيراً إلى أن الأزمات تترك آثاراً عميقة في النفس، ما يستدعي الوعي والفهم والرعاية لاستعادة التوازن والطمأنينة، مشدّداً على أهمية تحويل المعرفة النظرية إلى ممارسة واقعية، بما يعزّز قدرة المؤسسات التعليمية على تبنّي ثقافة الدعم النفسي كجزءٍ من التنمية الإنسانية الشاملة.
من جانبه بيّن عميد كلية التربية الدكتور “أحمد حاج موسى” أن بناء الوطن لا يتحقق إلا من خلال بناء الإنسان، موضحاً أن هذا البناء يتطلّب التركيز على الجوانب النفسية المتأثرة بالأزمات والحروب والكوارث الطبيعية.
وأشار إلى أن الاهتمام بالصحة النفسية يشكّل الركيزة الأساسية للوصول إلى حالة من التوازن والاتزان الإنساني، مؤكداً أن هذه الورشة تأتي في هذا الإطار إذ تهدف إلى إعادة تأهيل النفس الإنسانية وتعزيز قدرتها على التكيّف والشفاء، بما يسهم في تحقيق السواء النفسي المطلق الذي يُعدّ أساس التنمية المستدامة وبناء المجتمعات المتعافية.
وبيّنت الدكتورة “حنان لطوف” مدرّبة في الورشة أن العلاج النفسي يُعدّ من الوسائل الفعّالة في دعم الأفراد خلال مراحل التعافي، خاصةً بعد المرور بتجارب نفسية أو اجتماعية قاسية، إذ يسهم في استعادة التوازن الداخلي وتحسين جودة الحياة. موضحة أن الورشة تناولت نماذج عالمية للاضطرابات النفسية، مما يعزّز قدرة المختصين المحليين على تطوير تدخلاتٍ ملائمة للواقع السوري، وركّزت بشكلٍ خاص على أهمية المشورة النفسية للأطفال خلال الأزمات.
تضمّن برنامج الورشة سلسلةً من المحاضرات والنقاشات العلمية، وتناولت محاور متعددة أبرزها: أهمية الصحة النفسية في المجتمع السوري بعد الحرب، استراتيجيات الدعم النفسي وإدارة الضغوط النفسية، وفعالية الإرشاد والعلاج النفسي.
واختتمت الورشة بجلسة نقاش وتوصياتٍ أكاديمية هدفت إلى ترسيخ ثقافة العناية بالصحة النفسية ونشرها في الحياة اليومية، وسط تفاعلٍ كبير من المشاركين الذين عبّروا عن أهمية هذه المبادرات في دعم الإنسان والمجتمع.