أعلن فريق بحثي متعدد الاختصاصات في جامعة حمص من كلية الهندسة الزراعية ومختبرات ميديكو للصناعات الدوائية عن ابتكار مادة طبيعية متعددة الاستخدامات، تجمع بين الكفاءة العالية في إطفاء الحرائق والقدرة على تأخير الاشتعال عند رشها في محيط المناطق المهددة بالنيران، مع كونها مغذية للنباتات وقابلة للاستخدام كسماد بعد انتهاء وظيفتها في مكافحة الحرائق.
ويمثل هذا الابتكار بديلاً بيئياً آمناً عن المواد الكيميائية المستخدمة تقليدياً في إخماد الحرائق، والتي ثبت أن لها آثاراً سلبية على البيئة والصحة العامة.
تم اختبار المادة ميدانياً مرتين: الأولى ضمن حرم الجامعة، والثانية بالتعاون مع الدفاع المدني وعلى أنواع مختلفة من الأشجار، وأظهرت النتائج فعالية عالية في الإطفاء ومنع إعادة الاشتعال حتى عند محاولة إشعالها مرة ثانية.
ويأتي هذا العمل استجابةً مباشرةً لحرائق الغابات التي شهدتها سوريا مؤخراً، وتعبيراً عن دور الجامعة في توظيف البحث العلمي لمعالجة القضايا المجتمعية الملحة.
ويمتد أفق هذا الابتكار إلى رؤى مستقبلية واعدة، إذ يمكن تطوير المادة لتدخل في صناعة ألبسة واقية لرجال الإطفاء، أو كمادة طبيعية مساعدة في معالجة الحروق، ما يمنحها بعداً إنسانياً وطبياً إلى جانب دورها البيئي.
اعتمد الفريق في تطوير المادة على دمج علوم المحاكاة الطبيعية مع تقنيات النانو تكنولوجي، وأسس صندوقاً استثمارياً من أعضائه لدعم إنتاج المادة بكميات تجارية وتسويقها لتكون نواة لعمل ريادي يتجاوز حدود الجامعة.
ويعمل الفريق حالياً على استكمال إجراءات تسجيل براءة الاختراع لضمان حماية الملكية الفكرية، حيث يتكون الفريق من: الدكتور “محمد نبيل القصير” والدكتورة “لينا النداف” والمهندس “إبراهيم والو” والمهندس “محمد السليمان” و المهندس “عبد الملك سفره جي” والمهندسة “إيمان كمالي” والأستاذة “ليندا النداف”.
ويؤكد الفريق أن هذا الابتكار ليس نهاية المطاف، بل بداية لمسار من الأبحاث العلمية التي تستهدف إيجاد حلول واقعية ومستدامة لمختلف التحديات، انطلاقاً من قناعة راسخة بأن العلم يجب أن يوظف في خدمة الإنسان والمجتمع.





