نظّمت كلية الهندسة المعمارية محاضرة علمية بعنوان “الهندسة الرقمية لإعادة الإعمار.. نحو مستقبل هندسي سوري مدعوم بـ BIM”، قدّمها المهندس حسين الخضراء، المتخصص في تقنية نمذجة معلومات البناء (BIM)، وذلك ضمن جهود جامعة حمص لتعزيز التعليم الهندسي وربطه بأحدث الابتكارات العالمية.
وأكّد الدكتور “عبد الرحمن حمدون” عميد الكلية أنّ توعية الطلاب بتقنيات حديثة كـ BIM تُعد خطوة أساسية ضمن رؤية الكلية لتحديث أساليب التعليم الهندسي، موضحاً أنّ المحاضرة جاءت لتسليط الضوء على محاور رئيسة في هذا المجال، من بينها النظرة الاستراتيجية العالمية لتقنيات الـ BIM، دورها في تسريع إعادة الإعمار وبناء المجتمعات، منهجية الـ BIM من حيث الأدوات والمعايير، مستقبل الوظائف الهندسية في عصر الرقمنة، التأهيل الأكاديمي والمهني المتخصص لتطبيق التقنية، بالإضافة إلى مكانة الـ BIM في استراتيجيات إعادة الإعمار المهنية المحلية والدولية.
وبيّن أنّ الكلية تسعى من خلال مثل هذه الأنشطة العلمية إلى تمكين الطلاب من التعرف على الأدوات الرقمية الحديثة وتوظيفها في مشروعاتهم المستقبلية، بما يعزز مساهمتهم في تطوير بيئة عمرانية ذكية.
بدوره استعرض المهندس “حسين الخضراء” الرؤية العالمية المتقدمة لتقنيات الـ BIM، مشيراً إلى مكانتها الاستراتيجية في قطاع البناء الحديث، وأهميتها في تسريع عمليات إعادة الإعمار، موضحاً المنهجية المعتمدة في تطبيق هذه التقنية، ومراحلها وتكامل أدواتها ومعاييرها، مبرزاً تأثيرها الإيجابي في تطوير أداء المهندسين.
وفي هذا السياق، صرّح المهندس الخضراء بأن تقنية BIM تُعد خطوة محورية نحو مدن ذكية وإعادة إعمار رقمية، مؤكداً أهميتها كأداة رئيسية من أدوات الثورة الصناعية الرابعة، إذ تتيح تنفيذ العمليات الهندسية بشكل رقمي، مما يقلل الاعتماد على الوثائق الورقية ويعزز كفاءة إدارة المشاريع، مشيراً إلى أنّ هذه التقنية تمكّن من إنشاء توأم رقمي للمشروعات، مما يتيح تحكماً كاملاً بمراحل التنفيذ، ويمهّد الطريق أمام تحقيق بيئات عمرانية ذكية.
وتحدّث كذلك عن الأبعاد المتقدمة لتقنية الـ BIM، مثل: حساب الكميات بدقة، استخراج النماذج المعمارية بشكل آلي، إجراء دراسات زمنية للمشاريع، دعم استراتيجيات الاستدامة، إدارة التشغيل والصيانة، دراسة معايير الصحة والسلامة، واستخدام الذكاء الاصطناعي لتقليل الأخطاء وتحسين الأداء.
وأوضح المهندس الخضراء أنّ الـ BIM لم تعد مجرّد أداة هندسية، بل أصبحت رؤية متكاملة لبناء مستقبل عمراني أكثر تطوراً واستدامة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه المحاضرة تأتي ضمن سلسلة من الأنشطة العلمية التي تنظمها الكلية، بهدف ربط التعليم النظري بالتطبيق العملي، وتعزيز جاهزية الطلاب والخريجين لمواجهة تحديات الواقع الهندسي باحترافية وابتكار.