اختتمت كلية الهندسة المعمارية بجامعة حمص اليوم فعاليات ورشة العمل الأكاديمية بعنوان “تضاريس الذاكرة”، بمشاركة طلاب وطالبات السنة الخامسة من جامعات حمص وحماة والوطنية الخاصة، وبحضور نخبة من الأكاديميين والخبراء، حيث استمرت الورشة لمدة أسبوع وتضمنت جلسات علمية متخصصة وزيارات ميدانية.
وبيّن رئيس جامعة حمص الدكتور “طارق حسام الدين” أن الورشة بأهدافها ومضامينها، سلّطت الضوء على مفهوم الذاكرة وأهمية حفظها وتوثيقها للأجيال القادمة، ولا سيما الذاكرة المرتبطة بالتراث المادي والذاكرة الصعبة في ظل ما تعرضت له مدينة حمص القديمة من دمار طال عمرانها ونسيجها، لافتاً إلى أن مخرجات الورشة تشكّل أدوات بحثية مهمة يمكن البناء عليها في الدراسات والمشاريع الأكاديمية المستقبلية.
بدوره أوضح عميد كلية الهندسة المعمارية الدكتور “عبد الرحمن حمدون” أهمية مخرجات الورشة وما تضمنته من رحلات ميدانية التي أسهمت في تكوين أفكار ومعارف معمّقة حول ذاكرة المدن وتعزيز الارتباط بالمدن القديمة، بما يتيح إسقاط هذه المفاهيم على المخططات المعمارية والمجسّمات.
كما أشار إلى أن الورشة فتحت آفاق التعاون مع عدد من الجامعات، منوّهاً إلى أن القسم الثاني من الورشة سيُقام في شهر نيسان المقبل، وسيتم خلاله العمل على تصميم مجسّم لمدينة حمص القديمة.
من جانبه، أكد الدكتور “عمار عزوز” من جامعة إكسفورد والمدرّب في الورشة، أن الورشة استهدفت طلاب السنة الخامسة في كليات الهندسة المعمارية بجامعات حمص وحماة والجامعة الوطنية الخاصة، بهدف ربطهم بتاريخ المدينة وذاكرتها، مشيراً إلى أن الورشة ركزت على قضايا متعددة تتعلق بالذاكرة، مثل التراث المادي واللامادي، وذاكرة المكان، وتدمير الذاكرة، وإعادة كتابة التاريخ.
وبيّنت الدكتورة “رولانا ربيع” من كلية الهندسة المعمارية في جامعة حمص أن الذاكرة تمثل ارتباطاً عميقاً وكياناً حياً يحمل قصص الناس والأماكن، مشيرةً إلى أن الورشة أتاحت للطلاب رواية قصة مدينة حمص من خلال تنشيط الذاكرة والقدرات الفكرية والإبداعية لديهم، مؤكدة أن التجربة التي قدمتها الورشة تعكس بعداً إنسانياً يشكّل جزءاً من الهوية، وأن الارتباط العاطفي بالأماكن هو مفتاح فهمها.
كما عبّر عدد من الطلبة المشاركين عن أهمية هذه التجربة الأكاديمية، حيث أشارت الطالبة “سيدرا السباعي” من جامعة حمص إلى أن الورشة أتاحت فرصة العمل الميداني المباشر والتفاعل مع مفاهيم جديدة تتعلق بالذاكرة والمدينة، وأسهمت في توسيع آفاقهم المعرفية وربط الجانب النظري بالتطبيق العملي.
وأكدت الطالبة “أمل الراعي” من الجامعة الوطنية الخاصة أن النقاشات العلمية والزيارات الميدانية ساعدت في تعميق فهمهم للدور المعماري في الحفاظ على الذاكرة والهوية خلال مراحل إعادة الإعمار.
يُذكر أنه تم تقسيم الطلاب المشاركين في الورشة إلى ثلاث مجموعات، حيث قدّمت كل مجموعة مخرجاتها الخاصة التي تمثلت في إعداد فيديو يوثّق المسار الذي عملت عليه، إلى جانب تصاميم معمارية عكست رؤيتهم وأفكارهم ووجهات نظرهم المختلفة تجاه ذاكرة المكان والمدينة، علماً أن الورشة تضمنت جلسات نقاش حول الذاكرة الجماعية والشخصية، والتاريخ الشفوي، وأخلاقيات التذكّر والنسيان، وذاكرة الحرب، إضافة إلى زيارات ميدانية إلى مدينتي حمص وحلب، ولقاءات مع منظمات محلية ودولية معنية بإعادة تأهيل المدينة القديمة، بما عزز تبادل الخبرات والمعارف بين المشاركين.





